نشرة شهر فبراير - كتاب دمعة وابتسامة لجبران خليل جبران.



 الكتابة الشاعريةْ؛ محضُ حرفةٍ أم هبة إلهية؟

لا يخفى على القراء أن لغة جبران لغة شاعرية، يقرأ المرء لجبران فيشعر أنه طفلٌ في متجر حلوى. أن أكثر قصصه حزنًا وبؤسًا بها من الجمال والشاعرية ما لا يمكن أن تجده في قصائدِ حبٍ وغزل. حاول الكثيرون منذ ظهور جبران محاكاة طريقته بالكتابة والتعبير، حاولوا إضفاء هذه الروح "الشاعرية" على كتاباتهم دون جدوى؛ فالنتيجة دائمًا ما تكون كتاباتٍ خاليةً من الروح، ركيكة، تتضح بها المحاكاة من السطر الأول. إن ظاهرة المحاكاة ظاهرة قديمة كقدم أسلافنا. أفلم يضع علماء اللغة الكثير من النظريات التي تنص بأن بدايات اللغة كانت محاكاة لأصوات الطبيعة والحيوانات حتى تطورت لشكلها الحالي؟

تبدو المحاكاة في اصلها شكلاً من أشكال الحياة الطبيعية، يحاكي الطفل أبويه حتى يصل لمرحلة بلوغ لغةٍ كاملة، يحاكي الطير أمه فيتعلم الطيران والتحليق، ويحاكي الطلاب معلميهم ليعرفوا كيف تنطق الكلمات. فمتى إذن تصبح المحاكاة جريمة؟

إن المحاكاة بحد ذاتها شيءٌ طبيعي، فالطفل الذي اعتاد أن يحاكي والديه يُكون أسلوبه الخاص في الكِبر، والطير يطير دون أمه بعد فترةٍ وجيزة، دون الحاجة لمحاكاتها، والطلاب يتفوقون على معلميهم في أحيانٍ كُثر.

أفهمت الآن متى تكون المحاكاة جريمةً في حق الذات؟ إن أكثر من حاول محاكاة جبران وقع بشباك التقليد الدائم، والمحاكاة الأبدية، فلم يذع لهم صيت، وضاع اسمهم كقبرٍ لا يُعرف صاحبه. أن المحاكاة تكون جريمةً عند استمرارها، وتكون شيئًا طبيعيًا كبداية، كأولى خطوةٍ في السلم. 

كتابة جبران الشاعرية تجعل المرء يتفكر في أشياء عدة، وأسئلةٍ كبرى؛ هل الكتابة الشاعرية محضُ حرفةٍ يمكن أن يتعلمها المرء ويتقنها أم أهي هبةٌ إلهية يمن بها الرب لمن أراد؟ قد تختلف الأجوبة على هذا السؤال، ولكل جوابٍ وزنه، لكن لمحاولات التقليد والمحاكاة جوابٌ وزنهُ كوزنِ الجبال. أين من حاول محاكاة جبران اليوم؟ إن الحِرف والأعمال اليدوية تختلف عن أعمال الروح بأنها سهلة التعلم، لا تحتاج هبةً أو روحًا في كثير من الأحيان. لكن الشعر، والأدب وغزَل النصوص أعمالٌ روحيةْ، يصبُ بها المرء روحه وكيانه ومشاعره، وهل تشبهُ روحٌ روحًا أخرى؟

مها الفهيدي-


آراء أعضاء نادي ميراكي بكتاب دمعة وابتسامة:

كان كتابًا ممتعًا جدًا واسرني بجمله السلسة وشرحه المفصل، بسبب هذا الشيء استطعت اني ادخل في الجو واتخيل كل جملة امامي على الواقع. كما أحببت شرحه لمعاني بعض الكلمات في نهاية كل صفحة حتى يتسنى للقارئ فهم الكلام والاستمتاع فيه أكثر. كتاب عباراته رقيقة تلامس شغاف القلب وتدغدغ مشاعر الوجدان، أسلوبه قريب للفهم ومعانيه دقيقة الوصف.

ندى مصعب-


تعليقات